نبذة عن الشيخ عبد الله العركى

بسم الله الرحمن الرحيم

نبذة عن الشيخ عبد الله العركي

سند الطريقة القادرية العركية بالسودان

اسمه: عبد الله بن السيد دفع الله بن السيد أحمد مقبل .

كنيته: أبو البتول وهى ابنته وأيضاً كنى بأبى الأبوات لأبوته الروحية لإخوانه والنسبية لأبنائه وأبناء إخوانه وبنيهم .

لقـبه: لقد أطلقت على الشيخ عبد الله ألقاب كثيرة منها : العركي (1) ، إمام أهل السنة ، شيخ الإسلام ، القطب الربانى والفرد الجامع الصمدانى . ذروة الخمسة العدول (2) .

نسبه: يذكر أن الشيخ عبد الله العركي بعد أن عزم على الرجوع من المدينة المنورة إلى السودان أخذ نسبه الشريف من دفتر الأشراف الخارجين من المدينة المنورة في ظلم الحجاج ابن يوسف الثقفي وقد وجد أن جده السيد محمد نافع خرج أيضاً من المدينة بسبب ظلم الحجاج وتوجه لمدينة فاس بالمغرب ، ومنها لقطر السودان وتزوج بنت حسن المعارك وهو الذى نسبت القبيلة إليه في بلاد السودان . وهذا هو نسبه :

      عبد الله العركي بن الشيخ دفع الله بن السيد أحمد مقبل بن السيد محمد نافع بن السيد محمد    ابن السيد سلامة بن السيد أحمد بن السيد بدر بن السيد محمد بن السيد حسن بن السيد أحمد ابن السيد عامر بن السيد حسين بن السيد إسماعيل بن السيد عبد الله بن السيد إبراهيم بن السيد الإمام موسى الكاظم بن السيد الإمام جعفر الصادق بن السيد الإمام محمد الباقر بن السيد الإمام على زين العابدين بن السيد الإمام الحسين شهيد كربلاء رضي الله عنه ابن السيدة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين وبنت سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وابن فارس المشارق والمغارب أسد الله الغالب أمير المؤمنين سيدنا ومولانا على بن أبى طالب كرم الله وجهه ورضي الله عنهم أجمعين . هذا هو النسب الصحيح المجمع عليه والذى ظل الآباء والأجداد يحافظون عليه ويحفظونه عن ظهر قلب ومنهم من نظمه شعراً كالشيخ الطريفي بن الشيخ يوسف أبى شرا فإنه قال :

إذا ســــالت عن نســـب الآباء          فهاكه صــــــدقا على الوفاء

نســـب للآبـــــــاء والجــــدود          نســبهـم وشــرفهـــم ماكـود

الشريف عبد الله نسبة الأفاخر          نسل من محمد النبى الطاهر

ميلاده ونشأته :

      ولد في القـرن الخـامس عشــر المـيلادى بأبيض ديـرى (3) أمــه هــدية بنت عاطــف الجميعـابية (4) . نشأ في بيئة صلاح وورع وعلم وشرف وكرم فأبوه السيد دفع الله وأجداده السيد محمد مقبل والسيد أحمد نافع كانوا يعلمون الناس القرءان والشريعة ، وكانوا يعرفون المذاهب الأربعة ، غير أنهم ركزوا على المذهب المالكي . كما كانوا أهل صلاح حيث كانوا شاذلية ، يقول شاعرهم (5) :

كذا للشاذلى أشمل     كدفع الله الكبير جدي

ونيل فعله التجميل    ويألـفه نافــر الصـــيد

وانعكست هذه الصفات كلها على شخصيته فحفظ القرآن الكريم صغيراً على والده . ويذكر الشيخ اسحق (6) : أنه قرأ الشيخ خليل والتفسير والحديث وجميع العلوم الدينية على أخيه القطب الشيخ حمد النيل رضى الله عنه.

سفره طلباً للعلم:

      يذكر ابن ضيف الله (7): (أنه سافر لطلب العلم في دار الشايقية عند الشيخ عبد الرحمن ابن جابر وسافر معه الشيخ عبد الرحمن النويرى فمكثوا في دار الشايقية سبع سنين ثم قدم الشيخ عبد الرحمن بعد أن درس خليل ثم سأله السيد دفع الله عن ابنه الشيخ عبد الله فقال له : يحش القش لخيل شيخه وقراءته غير منتظمة فعند ذلك غضب السيد دفع الله غضباً شديداً وسافر إلى دار الشايقية فوجد ابنه حامل شبكته ومنجله لإحضار القش للخيل فانزله الشيخ عبد الرحمن بن جابر وأكرم مثواه وذبح له شاة إكراماً له فرفض أكلها وبات جائعاً حزيناً فاخبروا الشيخ عبد الرحمن بذلك فقال : والد عبد الله ابننا يبيت جائعاً ، ما رآنا أهلا للخدمة ، فأمر ابنته تصنع قراصة (8) دخن فمزجها بلبن بقرة وأمر الشيخ عبد الله بشربها فبمجرد شربها فتح الله عليه بالعلم وقال له : أنا مشغول اجلس اليوم للدرس نيابة عنى فجلس الشيخ عبد الله للدرس نيابة عن شيخه فقام بالدرس خير قيام ، بل درسه بهر السامعين فعند ذلك حصل لوالده السرور . وعلمَّه اسم الله الأعظم الذى إذا دعى به أجاب ، وإذا سئل به أعطى .

      وأعطاه أربعة من الطلبة يقرأون عنده ، وقال له : سافر مع والدك والمقصِّر إن شاء الله يتم في الطريق . فقد تم له ذلك ببركة شيخه ابن جابر وبركة سلفه الصالح. فعند وصوله وجد أهله سكنوا غابة الهلالية فشرع في التدريس واشتهر بجلالة القدر) .

صفاته و مكانته:

      كان العركي رضي الله عنه لطيف الصفات يلوح من سمته كرم الأخلاق وطيب الأعراق بهي الطلعة وافر العقل مخفوض الجناح شديد الحياء متمسك باتباع السنة وآداب الشريعة . كان سريع الدمعة ، شديد الخشية ، كثير الهيبة ، مجاب الدعوة ، شديد البأس إذا انتهكت حرمات الله عز وجل ، لا يغضب لنفسه ولا ينتصر لغير ربه . وقد وضع الله تعالى لسيدي الشيخ عبد الله العركي القبول التام والهيبة الكاملة في صدور الخلق وكان من أهل الكرم والسخاء والاحتفال بالضيفان والشفقة على الفقراء واللطف بالضعفاء والرحمة للمساكين وإليه انتهت رئاسة الطريق علما وعملا حالا ومقاما .

      يقول شقيقه وتلميذه الشيخ محمد أبو إدريس الزاهد (9) : (إن سيدى الشيخ عبد الله العركي رضي الله عنه لقد نال من أحوال القطبية ومقاماتها والاستغراق في مدارجها والاستيلاء على جميع أطرافها – ما لم ينله غيره من الأولياء فيما نعلم . وقال أيضاً : فقد كوشفت بمقامات الأولياء فإذا سيدى الشيخ عبد الله العركي رضي الله عنه في الصدارة من ذلك ، وكوشفت بمقامات المقربين فإذا هو من أعلاهم وكوشفت بأطوار المكاشفين فإذا هو من أجلهم وسيظهره الله تعالى مظهراً لا يظهر فيه إلا الصديقون والعلماء والمؤيدون بالله تعالى وهم ممن يقتدى بأقوالهم وأفعالهم وسوف يرفع الله ببركته خلق من عباده إلى الدرجات العلى) .

علمه وأثره في المجتمع: تمثل علمه وأثره الدينى والاجتماعى في الآتى :

أ- عمله بالقضاء:

      نسبة لاشتهاره بالعلم والصلاح فقد ولاه الشيخ عجيب المانجلك القضاء في السودان ، فباشره بعفة ونزاهة ، وذلك قبل مجئ الشيخ تاج الدين البهاري للسودان .  

ب- حفظه القرءان الكريم و تلقيه العلم الشرعي و الفقه الإسلامي:

      قام تصوفه على الالتزام بالشرع ، فمن أقواله رضي الله عنه : (علمنا مضبوط بالكتاب والسنة فمن لم يحفظ الحديث ورجاله ويحفظ القرآن العزيز ويتفقه في الدين ومصطلح الصوفية لا يقتدى به في السلوك في طريقنا هذا) ، وكثيرا ما ينشد رضي الله عنه هذه الأبيات :

                 إذا المرء ربى نفســه بمــراده      لقد شــــاد بنيانا على غـير أسـه

                 ومـن لم تربيه الرجال وتسقـه      لبانا لهم قدر در من شرب قدسه

                 فذاك لقيط ليس له نسـب لأبيه      ولن يتعـدى نســبه أبنــاء جنسـه

جـ - أقواله و نصائحه التى تنم عن خبير الطريق:

      أورد الشيخ اسحق بن الشيخ حمد النيل (10) كثير من كلام الشيخ عبد الله العركي نذكر منه نزرا قليلا للتبرك والتأسى والإقتداء ، من ذلك قوله رضي الله عنه : (لا تدَّعِ حالة القوم يا صاحب الهوى لأنك تعبد الهوى وهم عبيد المولى . أنت رغبتك في الدنيا وهم رغبتهم في النظرة – ويعنى بها قوله تعالى : " وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة " (11) – يا عابد الهوى أنت ترى الدنيا وهم يرون رب الأرض والسماء ، وأنت أنسك بالخلق وأنس القوم بالحق وأنت قلبك متعلق بمن في الأرض وقلوب القوم متعلقة بمن فرض الفرض وأنت مقبل على المتاع والفرش والقوم مقبلون على رب العرش وأنت يضرك من ترى وهم لا يرون من ترى بل يرون خالق الأشـياء وما يرى) .

     إن هذه المقارنة بين من يقبل على الدنيا وبين من يقبل على الله منهج سلوكي يوقظ الرغبة في الإقبال على الله والزهد في الدنيا . وهكذا إصلاح الصوفية للعباد ، فإنهم يستمدونه من واقع الحال وما يتطلبه المآل . 

      ومن كلامه في الزهد (12) : (من أراد الآخرة فعليه بالزهد في الدنيا ، ومن أراد الله تعالى فعليه بالزهد في الآخرة ، فيترك دنياه لآخرته ، وآخرته لربه فما دام في قلبه شهوة من شهوات الدنيا ولذة من لذاتها فليس بزاهد حقا لان في كل واحدة مما ذكر موافقة لهوى النفس ومتعتها) .

د- جلوسه في الحرم المكى لتدريس العلم و الإفتاء:

      نال مقام التدريس على مذهب الإمام مالك في مقامه في الحرم المكى . يذكر الشيخ اسحق رواية عن الشيخ عبد النور تلميذ الشيخ عبد الله العركي جاء فيها (13) : (كان سيدى الشيخ عبد الله العركي شيخ السادة الشافعية والسادة الحنابلة بمكة المكرمة حيث حج إليها أربع وعشرون حجة منها اثنتا عشرة حجة كان فيها مجاورا بمكة المكرمة حيث انتهت إليه رئاسة العلم في وقته وتخرج عليه العلماء الأخيار من الأكابر وانتمى إليه أكثر أعيان مشائخ مكة المشرفة . فأخذ عنه الطريق الأشراف السبعة (14) الذين تبعوه إلى السودان ، فأقاموا فيه وأرشدوا الناس) .

هـ - إرشاده فى السودان: 

      تتلمذ عليه خلق لا يحصون عددا وتربى على يديه كثير من أرباب المقامات الرفيعة وانعقد عليه إجماع المشائخ بالعلم والتبجيل والإعظام والإحكام والرجوع إلى قوله والمصير إلى حكمه ،  وتطلع إلى لقائه العلماء من كل جهة ، هرع إليه أهل السلوك من كل فج عميق . قال الدكتور سر الختم عثمان : (لقد أدى الشيخ عبد الله بن دفع الله العركي دوراً هاماً في نقل مؤثرات مدرسة أولاد جابر إلى منطقة الجزيرة وهو جزء له أهميته السياسية والاجتماعية وذلك بحكم وقوع سنار فيه وهي حاضرة سلطنة الفونج التى كانت تحكم البلاد عندئذٍ) (15) . فقد أرشد خلقاً كثير منهم إخوانه الشيخ أبو إدريس والشيخ حمد النيل ، كما أرشد الشيخ محمد ولد داوود الأغر ، والشيخ شرف الدين راجل أنقاوى (16) وغيرهم .

و - نمو طريقته وانتشارها:

      قال الشيخ عبد المحمود بن الشيخ الجيلى : (لا يختلف اثنان بأن الطريقة القادرية العركية أوسع فروع القادرية انتشاراً في السودان ، وكثير من فروع القادرية استغلظت واستوت على سوقها وطالت فروعها تحمل ثماراً يانعات من واردات الحق وتعطى أكلاً يحي القلوب ويزكي الأرواح بإذن ربها تستمد جذورها من الشيخ عبد الله بن دفع الله العركي) (17) .

      وفي نفس المعنى سبق أن قال ود ضيف الله في الطبقات : (إن طريقته نمت أكثر من طريقة حيران تاج الدين) ، ثم يعلل ذلك بقوله : (قالوا طريقته طلبها في محلها ، وحيران تاج الدين طلبهم في محلهم) (18) . فالشيخ عبد الله عندما ذهب للحجاز من أجل الطريق وجد أن الشيخ تاج الدين البهاري قد توفي وترك وصيته للشيخ عبد الله عند خليفته القادرية الشيخ حبيب الله العجمي ومعها بعض ممتلكات الشيخ تاج الدين البهاري المتمثلة في طاقية وككر وحربة تدعى ذات الأسماء . فالتقى الشيخ عبد الله العركي بالشيخ حبيب الله العجمي في الحجاز ، كما سافر الشيخ عبد الله العركي لزيارة شيخه حبيب الله العجمي في البصرة ، وقد سبقت له إشارة الشيخ تاج الدين البهاري عندما زاره الشيخ عبد الله العركي ، فخاطبه الشيخ تاج الدين قائلاً : (نحن متوجهون إلى مكة المكرمة ، أدركنا هناك ، فإن مدد هذه الطريقة القادرية يتم على يدك - إن شاء الله تعالى) (19) .

ز - مؤلفاته: كانت حركة التأليف في السودان في زمن الشيخ عبد الله العركي ضعيفة جداً إن لم نقل تكاد تنعدم . ومع هذه الظروف ومع انشغاله بالإرشاد فقد قام الشيخ عبد الله العركي ببعض التأليف والكتابة ، منها :

       1- نظم كبرى السنوسي .       2- نظم المقدمات (في الفقه) .

       3- نظم بعض الأشعار ، التى منها نظمه لشيخ الطريقة ، جاء فيها (20) :

لتاج الدين خــــليفة وســــــــــــــــيد         قـــــــوم عـــــلا دون نهـــــــايات

ســــما مـحـمـد والبهاري نعــــــته          كذا جــــاء في نســـــخة ذو بيانات

فمنه حــــبيب الله جــاء خــــــــــليفة        ومســـكنه بصــــرى فمــنه لقانات

هو ابن حسن مشهور بالفضل والتقى       فعما نحـن شـــاهدنا له جم خيرات

فـــــلقننا فيمــا يكـــون نجــــــــــاتنا       من الذكر والتوحـيد عافية منجيات

سند طريقته:

      أخذ الشيخ عبد الله العركي الطريق الصوفي عن شيخه الشيخ حبيب الله العجمي عن شيخه الشيخ تاج الدين محمد البهاري عن شيخه الشيخ محمد دين عن شيخه وأبيه السيد أحمد عن شيخه السيد أكمل عن شيخه السيد أكبر عن شيخه السيد أصغر عن شيخه السيد جلال الدين عن شيخه السيد كمال الدين عن شيخه السيد علاء الدين عن شيخه السيد محمد المساعد عن شيخه السيد أحمد المرجي عن شيخه السيد محمد البدري عن شيخه السيد عبد الرزاق عن شيخه وأبيه شيخ الثقلين محي الدين الشيخ عبد القادر الجيلاني عن شيخه وأستاذه أبي سعيد علي المخرِّمي (21) عن الشيخ يوسف الطرطوسي (22) عن شيخه علي بن محمد بن يوسف القرشي الهكاري (23) عن شيخه عبد الواحد التميمي عن شيخه عبد العزيز اليمني عن شيخه أبي بكر الشبلي عن شيخه شيخ الصوفية علماً وعملاً الجنيد البغدادي عن شيخه سرى السقطي عن شيخه وخاله معروف الكرخي عن شيخه سليمان بن داوود بن نصر الطائي عن شيخه السيد الإمام علي الرضا عن أبيه السيد الإمام موسى الكاظم عن أبيه السيد الإمام جعفر الصادق عن أبيه السيد الإمام محمد الباقر عن أبيه السيد الإمام علي زين العابدين عن أبيه السيد الإمام الشهيد الحسين عن أبيه أمير المؤمنين الإمام علي كرم الله وجهه ورضي الله عنهم أجمعين وهو مجاز من سيد المرسلين وخاتم النبيين ورسول رب العالمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .

كراماته:

      للشيخ عبد الله العركي كرامات كثيرة تناقلتها ألسنة من عاصروه وأقلام من كتبوا عنه فيما بعد . وهذا ذكر لبعض من كراماته رضي الله عنه :

      * فمنها ما يفيد إجابة الدعاء : قيل أن بعض مشائخ العرب آذى بعض فقرائه فكتب إليه سيدي الشيخ عبد الله يتوعده ثم قال له في كتابه : (احذر أيها المعتدى التجاوز فأنت لا تدرى إلا وأنت بأول " النحـل " وآخـر " ص ") ، وهـو يعنى قـوله تعالى : " أتى أمـر الله " (24) وقوله تعالى : " ولتعلمن نبأه بعد حين " (25) ، فمات شيخ العرب بعد أيام قليلة ، ولعل اعتداء شيخ العرب المتكرر وتجاوزه في ذلك جعل الشيخ عبد الله يخاطبه هذا الخطاب ، لأن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب وفي رواية يحملها السحاب كما أن درأ الظلم مشروع لا سيما إن كان من الأقوياء قال تعالى : " فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين " (26) .

      * ومنها ما يدل على مكاشفاته وتقيده بالكتاب والسنة : ومن ذلك ما رواه الشيخ اسحق ابن الشيخ حمد النيل (27) عن بعض تلامذة الشيخ عبد الله العركي حيث قال : (جئت إلى زيارة الشيخ ووقع في نفسي أن أسأله عن الروح فلما حضرت بين يديه أنستنى هيبته ما وقع في نفسي من السؤال عن الروح فلما قضيت وطرى معه وودعته وخرجت إلى السفر أرسل خلفي بعض الفقراء فقال لى : الشيخ يدعوك ، فلما دخلت إليه قال لى يا فلان قلت بلى يا سيدى قال ما قرأت القرآن قلت بلى يا سيدى قال اقرأ يا بني : " ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً " (28) يا بنى شئ لم تتكلم فيه السـنة ولا العلماء فكيف يجـوز لنا أن نتكلم فيه . فودعته رضي الله عنه ثم انصكرفت إلى سفري) . فمن هذه المكاشفة تبين لتلميذه أن شيخه من أهل الكشف ، ثم عرف علمه وتقيده بالكتاب والسنة .

وفاته:

      توفي الشيخ عبد الله العركي مع إطلالة القرن السابع عشر (29) . وخلفه تلميذه الشيخ محمد ولد داؤود الأغر ، ثم أوصى بالخلافة بعد الشيخ محمد ولد داؤود إلى الشيخ دفع الله المصوبن الذى كان في طلب العلم وقت وفاة الشيخ عبد الله العركي .

____________________________________________

(1) العركى نسبة إلى قبيلة العركيين التى هى فى الأصل قبيلة شريفة حسينية ، ونسبة الشيخ عبد الله العركى إلى قبيلة العركيين أتت نتيجة لزواج جده السيد محمد نافع من بيت حسن المعارك الذى نسبت القبيلة إليه ، أما آباء الشيخ عبد الله العركى فيلقبون بكلمة السيد أو الشريف.

(2) الخمسة العدول هم أبناء الشيخ دفع الله بن مقبل ، وهم : حمد (الملقب بالنيل) ، عبد الله – صاحب الترجمة إياها (الملقب بالعركى) ، محمد (المكنى بأبى إدريس) ، أبو بكر (المكنى بأبى عائشة وهى تلميذته وليست بنته فقد توفى فى شبابه قبل أن يتزوج) ، عمر (الملقب بالزير) . لقبوا بالعدول لتساويهم واشتهارهم جميعاً بالصلاح والعلم والعبادة والتقى والكرم وإرشاد الخلق .

(3) قرية شمال الجيلى بالقرب من ود رملى .

(4) نسبة للجميعاب فرع من الجعليين يسكن شمال الخرطوم وأمدرمان جهة السروراب والجيلى .

(5) فيض المنان فى إسناد القادرية إلى السنة والقرءان ، تأليف د. أبو إدريس عبد الرحمن ، ص 98 .

(6) النفحات الزكية فى مناقب الطريفية ، للشيخ إسحق بن الشيخ حمد النيل ، ص 151 وهو مخطوط لم يطبع .

(7) الطبقات ، تأليف محمد النور بن ضيف الله ، ص 253 .

(8) هى عبارة عن كسرة سميكة (أو ثخينة) مستديرة وغالباً ما تكون فطيرة ، وتصنع من الذرة أو القمح وتسمى فى بعض الجهات (العصارة) أو الشيوسة .

(9) النفحات الزكية ، ص 132 .

(10) النفحات الزكية ، ص 148 .

(11) القيامة : آية 22 - 23 .

(12) النفحات الزكية ، ص 151 .

(13) المصدر السابق ، ص 174 .

(14) الأشراف السبعة هم : الشريف مرزوق بالميعة كولى ، الشريف مسكين ببيه وبدوس ، الشريف أبيض جد الأبيضاب بأبى راو ، الشريف سليمان أبو ريش ببيله ، الشريف موسى الملاسى بالسعيفة ، الشريف حسب الله راجل القاعة بالحلنقة ، والشريف محمود مقبور بأبى حراز .

(15) فيض المنان فى إسناد القادرية إلى السنة والقرءان ، ص 66 ، نقلاً عن أولاد جابر ، ص 17 .

(16) انقاوى : جزيرة بالقرب من الزيداب فى شمال السودان .

(17)  نظرات فى التصوف الإسلامى ، للشيخ عبد المحمود بن الشيخ الجيلى الحفيان ، ج 1 ، ص 428 .

(18) الطبقات ، تأليف محمد النور بن ضيف الله ، ص 254 .

(19) النفحات الزكية ، ص 157 .

(20) الطبقات ، تأليف محمد النور بن ضيف الله ، ص 254 .

(21) نسبة إلى (محلَّة المخرِّم) الواقعة بشرقى بغداد نزلها بعض أولاد يزيد بن المُخرِّم ، فسميت به . وقع تصحيف ببعض المصادر ،  فكتب : المخزومى . راجع : عبد القادر الجيلانى – باز الله الأشهب ، تأليف د. يوسف محمد طه زيدان ، ص 60 ، وراجع أيضاً نظرات فى التصوف الاسلامى ، ج 1 ، ص 412 .

(22) فى مخطوط الشيخ اسحق الشيخ حمد النيل : الطرطوشى وفى إجازات المشائخ : الطرطوسى أو المرطوسى    والذى لا شك فيه أنه اسم منسوب والأنسب نسبته إلى (طوس) .

(23) فى إجازات المشايخ : الهكارى وفى مخطوط الشيخ اسحق : الحكارى وفى كتاب الطرائق الأربعين ، للسنوسى : الدكارى . وهذا الاختلاف لا يخرجه عن كونه منسوب ولعل نسبته إلى الحكارى أقرب .

(24) النحل : آية 1 .

(25) ص : آية 88 .

(26)البقرة : آية 194 .

(27) النفحات الزكية ص 155 .

(28) الإسراء : آية 58 .

(29) هذا التاريخ مستنتج من فراغه من نظم المقدمات الذى كان فى سنة 1007 هـ الموافق 1599 م ، وكان ذلك فى آخر أيام الشيخ عبد الله العركى .

 

المتواجدون الأن

3 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع