خلاوى تحفيظ القرءان الكريم
- المجموعة: خلاوى تحفيظ القرءان الكريم
- تم إنشاءه بتاريخ السبت, 29 أيلول/سبتمبر 2012 14:47
- الزيارات: 6159
بسم الله الرحمن الرحيم
خلاوى تحفيظ القرءان الكريم بالمسيد
تعريف الخلوة :
لغة: جاء فى لسان العرب الخلوة : الإنفراد والتفرغ .
قال : خلا إليه ، معه ، إذا انفرد واجتمع به فى خلوة . وتقول خلا الرجل وأخلى وتخلى للعبادة وهو تفعيل من الخلوة . والمراد التبرؤ من الشرك وخلو الفكر من شواغل الدنيا . وخلوة تجمع على خلوات وخلاوى .
واصطلاحاً: الخلوة هى المكان المخصص لتعليم وتحفيظ القرءان ، وسميت خلوة بمعنى الانقطاع إلى الله تعالى والإنفراد مع كتاب الله لحفظه وتلاوته وترسيخه فى القلب.
وقد اعتنى النبى صلى الله عليه وسلم بتعليم القرءان عناية عظيمة ، خصوصاً بالنسبة للصبيان الصغار، ولا شك أن فى ذلك فائدة كبرى، وهى لأجل أن يتوجه الصغار إلى اعتقاد أن الله تعالى هو ربهم وأن هذا كلامه تعالى ، ولأجل أن تسرى روح القرءان فى قلوبهم ونوره فى أفكارهم ومداركهم وحواسهم ، ولأجل أن يتلقن الطفل عقائد القرءان منذ الصغر ، وأن ينشأ ويشب على محبة القرءان والتعلق به والائتمار بأوامره والانتهاء عن مناهيه والتخلق بأخلاقه والسير على منهاجه . ولذلك اعتنى المربون فى هذه الأمة بتعليم الصبيان القرءان وذلك أصل من أصول الإسلام ، فينشئون على الفطرة ويسبق إلى قلوبهم أنوار الحكمة قبل تمكن الأهواء منها . وفى اعتناء الصحابة رضى الله عنهم والسلف الصالح من بعدهم بتعليم الصبيان لما كان عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم استجابة كاملة لأمره ومسارعة صادقة لاكتساب الخيرات والبركات التى ضمنها بإذن الله لمن فعل ذلك ، فعن أنس بن مالك رضى الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من علم ابنه القرءان نظراً غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر , ومن علمه إياه ظاهراً بعثه الله يوم القيامة على صورة القمر ليلة البدر , ويقال لابنه اقرأ , فكلما قرأ آية رفع الله عز وجل الأب بها درجةً , حتى ينتهى إلى آخر ما معه من القرءان " . (مجمع الزوائد - كتاب التفسير - باب فيمن علم ولده القرءان - ج 7 - ص 248 , وقال رواه الطبرانى فى الأوسط) .
وعن أبى هريرة رضى الله عنه، يبلغ به النبى صلى الله عليه وسلم قال : " ما من رجل يعلم ولده القرءان فى الدنيا إلاّ توج أبوه يوم القيامة بتاج فى الجنة، يعرفه به أهل الجنة، بتعليم ولده القرءان فى الدنيا " . (مجمع الزوائد - كتاب التفسير - باب فيمن علم ولده القرءان - ج 7 - ص 248 , وقال رواه الطبرانى فى الأوسط) .
ونجد أن النبى صلى الله عليه وسلم حث على تعليم القرءان وقراءته، عن عثمان ابن عفان رضى الله عنه ؛ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خيركم من تعلم القرءان وعلمه " . (سنن ابن ماجة - باب فضل من تعلم القرءان وعلمه - ج 1 - ص 77 - حديث رقم 211) .
وقد كان صلى الله عليه وسلم مع تعليم القرءان يعلمهم الأدب وخاصة لمن حفظ القرءان ليعرف حقه فيعظمه ويحترمه , فقد جاء فى الحديث الشريف عن عبد الله ابن عمرو بن العاص , أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من قرأ القرءان فقد استدرج النبوة بين جنبيه غير أنه لا يوحى إليه , لا ينبغى لصاحب القـرءان أن يجد مع من جد ولا يجهل مع من جهل , وفى جوفـه كلام الله تعالى " . (المستدرك على الصحيحين - من كتاب فضائل القرءان - أخبار فى فضائل القرءان جملة - ج 2 - ص 109 - حديث رقم 2066) .
وفى (الاستيعاب) أن عبد الله بن سعيد بن العاص كان يُعَلِّم الناس الكتابة بالمدينة بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال عبادة بن الصامت : " عَلَّمْتُ ناساً من أهل الصفة كتابة القرءان " - سنن أبى داوود . وفى (المطالع النصرية فى الأصول الخطية) لأبى الوفا نصر الهورينى - لم تكثر الكتابة العربية إلا بعد الهجرة النبوية بأكثر من سنة . وذلك لما أسرت الأنصار سبعين رجلاً من صناديد قريش وغيرهم فى غزوة بدر فى السنة الثانية من الهجرة جعلوا على كل واحدِ من الأسرى فداءً من المال ، ومن عجز عن الافتداء فعليه أن يعلم الكتابة لغيره من صبيان المدينة فلا يطلقونهم إلا بعد تعليمهم . وجاء فى السـيرة أن الواحد من المشركين كان يتعلم منه عشـرة من الغلمان ويخلى سبيله . وجاء فى (الفواكه الدوانى - حاشية النفراوى شـرح رسالة ابن أبى زيد القيروانى) قال : أول من جمع الأولاد فى المكتب - أى مكان القراءة والكتابة - هو سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه . وأمر عامر بن عبد الله الخزاعى أن يلازمهم للتعليم ، وجعل رزقه من بيت المال . وكان منهم البليد والفهيم فأمره أن يكتب للبليد فى اللوح ويلقن الفهيم من غير كتابة ، وتخفيفاً على التلاميذ فقد أمر سيدنا عمر رضى الله عنه بالدراسة بعد صلاة الصبح إلى نهاية الضحى لكى يأخذوا قسطاً من الراحة ، ثم يواصلون الدراسة من صلاة الظهر إلى صلاة العصر ويستريحون بقية النهار . وعندما عاد سيدنا عمر رضى الله عنه من الشام بعد فتحها ، وكان قد اشتاق إليه أهل المدينة فتلقوه يصحبهم الصبيان خارج المدينة فباتوا ليلة الخميس والجمعة خارج المدينة فشرع سيدنا عمر رضى الله عنه لتلاميذ الخلوة الاستراحة فى اليومين المذكورين ودعا بالخير لمن أحيا هذه السُنَّة وبضيق الرزق لمن أماتها . فاستمرت إلى يومنا هذا . ولذلك نجد أن أسلافنا الصالحين بالسودان قد اهتموا واعتنوا بتكوين الخلاوى وجمع الطلاب عليها والعمل على استقرارهـم لتكون لهـم شـرفاً وفخـراً بحفظ رسـالة النبى صلى الله عليه وسلم . ولتكون إحياءً لسنته صلى الله عليه وسلم وسنة أمير المؤمنين سيدنا عمر رضى الله عـنه والخـلوة باب مـن أبواب حفـظ الذكر الحكيم " إنا نحـن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " سورة الحجر - الآية 9 . فالقرءان الكريم محفوظ فى صدور الرجال ومحفوظ فى المخطوطات (المصاحف) , وكل ذلك بفضل الخلوة وطريقة تعليمها .
نهج الخلوة فى تعليم القرءان الكريم :
ومما يجدر ذكره أن معظم خلاوى القرءان الكريم بالسودان ـ ومن بينها خلوة الشيخ دفع الله الصائم ديمه ـ تدرس القرءان برواية أبى عمرو الدورى وهى الرواية المتبعة لدى الأسلاف الذين أنشأوا خلاوى تحفيظ القرءان فى السودان على مر العصور .
أما أدوات الكتابة فهى تشمل اللوح الخشبى والدواية (وهى محبرة المداد) وقلم البوص والجير لتبييض اللوح حتى تظهر عليه الكتابة بوضوح . ولتلقى القرءان وحفظه يجلس الطالب على الأرض أو يفترش جوال الخيش الفارغ أو أى قطعة من البساط وذلك تأدباً وتواضعاً للعلم وتسهيلاً لحركة الطالب قياماً وقعوداً . وهنالك ما يسمى بالشرافة - من تشريف القرءان الكريم وتعظيمه - كما أنها من باب تعظيم شعائر الله وإظهار نعمته . وهى زخرفة أطراف اللوح وكتابة الآيات الأولى مما سوف يحفظه الطالب . والسور التى تشرف هى : الفاتحة، البينة، الأعلى، النبأ، الجن، تبارك، الرحمن، محمد، يس، الفرقان، مريم، الإسراء، التوبة، الأعراف، ثم البقرة . وهذه الشرافة تعد من قبيل شهادة التقدير لطالب القرءان الذى قطع شوطاً فى تعلمه، لأنها يصحبها هدية تقديراً للطالب وتحفيزاً له للمضى قدماً فى الحفظ ورفعاً لهمة الآخرين، وهى تكون للمبتدئ دون العائد وهو الذى ختم القرءان ثم أعاد الختم كرة أخرى . كما يبذل الطالب المشرف نفسه بعض المال (كرامة) ابتهاجاً بتقدمه فى الحفظ .
البرنامج اليومى للخلوة :
يبدأ البرنامج بما يسمى (الدغشية) أو (الفجرية) أى منذ الفجر الباكر، وقت السحر وهو وقت التجلى الإلهى، وهو وقت القرءان المشهود . قال تعالى : " إن قرءان الفجر كان مشهوداً " - الإسراء الآية 78 . تبدأ هذه الفترة قبل صلاة الفجر بأكثر من ساعة وتستمر حتى صلاة الفجر، وفيها يراجع الطالب مقرر اليوم قراءةً . كما أن فيها يصغى الشيخ لمن اجتهد وحفظ لوحه "واجبه"، وتسمى هذه الفترة تسميع المطالعة "للمجتهد"، ثم بعدها يقوم هذا الطالب بنسخ ما حفظه على لوحه دون رمية . وبعد صلاة الفجر تأتى فترة الرمية، أى إملاء الشيخ على تلاميذه ما سوف يحفظونه . وهيئة الرمية هى أن يجلس الطلاب ملتفين حول الشيخ وكل واحد منهم يكتب فى لوحه ما يريد حفظه بعد تلقيه مِنْ فِيه الشيخ ، وهى طريقة ذات فوائد متعددة للمتعلم، فهى تعلم الخط والكتابة، وتعلم النطق الصحيح لأن الشيخ يلقن الطالب فيها تلقيناً، وهى تجمع الحواس (اليد واللسان والسمع) فتعلم الانتباه وحسن التلقى والإتقان . ثم تكون هنالك فترة راحة لمدة ساعة ونصف يعقبها ما يطلق عليه فترة (الضحوية)، أى الضحى وتبدأ من الساعة الثامنة والنصف صباحاً وتستمر حتى الحادية عشرة صباحاً، وفى هذه الفترة ينجز الدارس عملين :
أ) تصحيح ما كتبه على اللوح فى الدغشية ومطالعته لهذا المكتوب من أجل حفظه .
ب) مراجعة دروسه الماضية .
بعد هذه الفترة ينصـرف الطلاب لتناول وجـبة الإفطار ثم الخلود إلى الراحـة والقيلولة وهى سـنة : عن طاؤس رضى الله عنه عن رسـول الله صلى الله عليه وسلم قال : " استعينوا برقاد النهار على قيام الليل " . (مصنف عبد الرزاق - باب ما يقال فى السحور - ج 4 - ص 175 - حديث رقم 7633) .
ثم تبدأ الدراسة وقت (الظهرية) أى بعد صلاة الظهر وحتى قبيل صلاة العصر بساعة، وفى هذه الفترة يصحح الطالب قراءته لمقرر اليوم حيث يستمع الشيخ لقراءة الطالب . يعقب هذه الفترة راحة يتناول فيها الطالب وجبة الغداء . ثم تأتى فترة (العصرية) وهى بعد صلاة العصر، وفيها يستمع الطالب المبتدئ لقراءة الشيخ لجزء أو لوح هو عبارة عما سيدرسه الطالب يوم غدٍ . بعد ربع الساعة يعرض الطالب قراءته لما سمعه من الشيخ وذلك لكى تصحح قراءة الطالب على يد الشيخ (وهذا هو مقرر يوم غدٍ) . ثم تبدأ تلاوة قصيرة قبيل صلاة المغرب وتسمى بالبركة لأنها وقعت فى وقت مبارك قبل غروب الشمس . قال تعالى : " فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب " - سورة ق - الآية 39 . وفى هذه الفترة التى تسمى (المغربية) لوقوعها بعد صلاة المغرب , وتسمى أيضاً (العرضة) حيث يقوم الطالب فيها بعرض - أى تسميع - ما حفظه على المعلم . ثم بعد صلاة العشاء تأتى فترة السبع وفيها تكون هنالك حركة دائرية تشبه الطواف من الطلاب الذين يدورون حول التقابة وهى نار كانت توقد سابقاً من الحطب لإعطاء الإضاءة وذلك قبل ظهور الكهرباء , وكل طالب يتحرك لوحده أو برفقة زميله ليتلو أو يراجع ما حفظه من الأجزاء أو الأحزاب عن ظهر قلب , وسميت هذه الفترة بالسبع , أى أن القرءان الكريم مقسم إلى سبع أسباع وردت عن النبى صلى الله عليه وسلم وعن أمير المؤمنين سيدنا عثمان بن عفان رضى الله عنه ، وغالباً ما يكون فى كل سبع أربعة أجزاء ونصف ، أى كل أسبوع يكون بختمة للقرءان الكريم ويستمر هذا السبع أو هذه الحركة الدائرية ساعتين يتناول بعدها الطلاب وجبة العشاء ثم يخلدون للراحة حتى وقت السحر الذى يبدأون فيه البرنامج كرة أخرى .
نشأة خلوة الشيخ دفع الله الصائم ديمه :
ونسبةً لما تقدم ذكره عن خلاوى القرءان الكريم نجد أن شيخنا وأستاذنا أبانا الشيخ دفع الله الصائم ديمه - طيب الله ثراه وجعل الفردوس متقلبه ومثواه - كان همه الأكبر وشغله الشاغل بعد أن اختط مسيده الرئيس بأم بده الحارة الرابعة (أم درمان) عام 1947م أن تقوم فيه خلوة لتعليم القرءان الكريم وقد تم ذلك فى عام 1954م . وقد بدأت بداية مبسطة تعتمد على بعض الجيران من الكبار والصغار ، وفى منتصف السبعينات أرسل أبونا الشيخ دفع الله إلى أخيه فى الله تعالى الشيخ عبد القادر السيد وهو من حفظة القرءان ليقوم بالتدريس بالخلوة ، فاجتمع عليه الطلاب الوافدين من أقاليم السودان المختلفة وقد كان عددهم فى ذلك الوقت حوالى الأربعين طالباً (40 طالباً) يسكنون بداخليات الخلوة , وبها يتلقون الإعاشة والكساء ، واستمرت الخلوة حتى منتصف الثمانينات حيث ازدهرت وازدادت عدة وعدداً حتى بلغ طلابها ما يزيد عن الأربعمائة طالب (400 طالب) .
تطور هذه الخلوة ونموها :
وبامتداد طريق الشيخ دفع الله الصائم ديمه المتمثل فى ابنه وخليفته الشيخ أحمـد دخلت الخلوة طوراً جديداً من النمو والازدهار , فشهدت الخلوة تحديثاً فى المبانى وتوسعاً فيها يشهد له بناء داخليات الطلاب ذات الطابقين , كما ألحقت بها وحدة صحية للإسعافات الأولية . ثم أصبح العدد فى ازدياد حتى بلغ الآن نحواً من السبعمائة طالب (700 طالب) ، وأصبحت تخرج الدفعة تلو الدفعة حتى تخرج منها مئات الطلاب الذين انتشروا فى أنحاء السودان المختلفة . وهى تخرج سنوياً خمسة عشر طالباً يزيدون قليلاً أو ينقصون وهم يحفظون القرءان حفظاً متقناً بجانب بعض العلوم الدينية التى يحتاج إليها المسلم فى عباداته اليومية .
فالخلوة الآن بحمد الله وعونه مستمرة العطاء، وبها من المعلمين ومساعديهم ما يبلغ العشـرة معلمين للقـرءان الكريم على رأسهـم الشيخ الرفاعى عبد الرحمـن الذى بدأ التدريس منذ حياة الشيخ دفع الله الصائم ديمه، وهو قد درس فى نفس الخلوة وتخرج فيها .
امتداد هذه الخلوة خارج العاصمة ودورها فى تنمية المجتمع :
أصبحت خلوة الشيخ دفع الله الصائم ديمه من الروافد الحيوية التى تغذى المعاهد والجامعات العلمية بالحفظة . ولم تقصر الخلوة نشاطها على ولاية الخرطوم , بل امتدت الخلوة حتى أقاليم الجنوب ، وبحمد الله تعالى لها أكثر من سبعة وعشرين حافظاً (27 حافظاً) يعملون فى أربع وعشرين خلوة (24 خلوة) بجنوب السودان وأقاليم أخرى فى تعليم القرءان والدعوة إلى الإسلام فى مناطق هى أحوج ما تكون إلى تعليم القرءان الكريم ونشر علوم الدين .
والقائمة أدناه تبين بعضاً من تلك المناطق وبعض أسماء من يقومون بالتدريس فيها :
1- جوبا (بها خمس خلاوى) .
2ـ ملكال (بها خمس خلاوى) .
3- القنال (بها ثلاث خلاوى) .
4- الناصر (بها خلوتان) .
5- فنجاك (بها خلوتان) .
6- أويل (بها خلوة واحدة) .
7- عكوك (بها خلوة واحدة) .
8- كدك (بها خلوة واحدة) .
9- أدوق (بها خلوة واحدة) .
10- الدومة (بها خلوة واحدة) .
11- ملوط (بها خلوة واحدة) .
12- سنار المدينة (بها خلوة واحدة) .
أما أسماء المعلمين فهم على سبيل المثال لا الحصر : شرف الدين إدريس ، آدم محمد أحمد، إبراهيم أبكر، الطيب إبراهيم يعقوب، الرضى كباشى، أحمد عوض، إبراهيم محمدين، آدم تبن محمد، إبراهيم آدم نور الدين، الطيب محمد بيدى، إدريس أدومة، آدم عبد الرحيم، عبد الله سليمان، التجانى محمد، إسماعيل أبو بكر، محمد كزم يحيى، محمد زكريا، عبد الله إدريس، محمد إسماعيل على، آدم صالح بخيت، أبو بكر آدم نور الدين، عمر هارون إسماعيل، عبد الله يحيى سليمان، عابدين اسحق، عبد البارى أحمد، حسن سنين، حبيب محمد عبد الله .