نافذة على أهل أبى حراز

بسم الله الرحمن الرحيم

نافذة على أهل أبى حراز

      يتفق المؤرخون فى أن العركيين عرب أشـراف حسينية . هاجر أحد أجدادهم كبقية الأشـراف – من مكة إلى الطائف فى أيام الحجاج بن يوسف الثقفى ثم انتقل إلى المغرب ومنه دخل السودان فى مطلع القرن الرابع عشر الميلادى

 حيث نزل ببير سرار ما بين بارا وأبى زبد فى إقليم كردفان , وهنالك التقى بحسن المعارك . أما تسميتهم بالعركيين فإن أشهر ما ورد فيها أنها أتتهم من جدهم حسن المعارك الذى ارتبطوا به بآصرة المصاهرة إذ تزوج جدهم نافع سكينة بنت حسن المعارك . ومن نافع أتى ولده مقبل الذى أنجب دفع الله . وهنالك أقوال أخرى فى تسميتهم بالعركين لا مجال لذكرها .   

      ولما توفى مقبل خلفه إبنه دفع الله ود مقبل فى تدريس القرءان والفقه لمدة سبع سنوات انتقل بعدها فى أوائل عهد السلطنة الزرقاء حوالى عام 1512م إلى أبيض ديرى بالقرب من قَرِّى والجيلى شمال الخرطوم حيث واصل رسالة تعليم القرءان والفقه . وهنالك تزوج دفع الله بهدية بنت عاطف الجميعابية الجعلية وأنجب منها الخمسة العدول وهم : حمد – الملقب  بالنيل – ثم صار اسمه حمد النيل ؛ وعبد الله – المشهور بعبد الله العركى ؛ ومحمد – المكنى بأبى إدريس ؛ وعمر – الملقب بالزير ؛ وأبو بكر – المكنى بأبى عائشة وليست بنته فهو قد توفى فى شبابه  قبل أن يتزوج.

      مكث الشيخ دفع الله بن مقبل بأبيض ديرى ردحاً من الزمان أسس فيه مسجده لتدريس القرءان والفقه ؛ ومازالت آثار المسجد باقية تحكى العلاقة التى نشأت بين الشيخ إدريس ود الأرباب والشيخ أبى إدريس بن الشيخ دفع الله بن مقبل . بعد ذلك انتقل الشيخ دفع الله بن مقبل إلى الهلالية شمال رفاعة وعلى ضفة النيل الأزرق الشرقية , وهنالك توفى الشيخ دفع الله وقبره ظاهر يزار بالهلالية . ثم انتقل أبناؤه إلى الجنوب من الهلالية وأسسوا مدينة أبى حراز شمال شرقى ود مدنى . وفى أبى حراز ذاع صيتهم ونبغ فيهم الشيخ عبد لله العركى والذى هو مؤسس الطريقة القادرية العركية . ففى أبى حراز الغربية نجد أحفاد الشيخ عبد الله الطريفى والشيخ العليش وهما من ذرية الشيخ حمد النيل بن الشيخ دفع الله ود مقبل ؛ بينما يقطن فى أبى حراز الشرقية أحفاد المصوبن وهم سلالة ود يونس الذى ينتمى إلى الشيخ عبد الرحمن بن الشيخ دفع الله المصوبن , وأولاد ود الناجى وهم أحفاد الشيخ حمد الزنادى بن الشيخ دفع الله المصوبن . وكلا الفريقين فى أبى حراز الشرقية والغربية هما أبناء عمومة . لقد كان للعركيين فى أبى حراز السهم الأكبر فى نشر الدين الإسلامى وعلومه . كما أسهموا فى إثراء حركة التصوف إثراءً يؤكده انتشار أحفادهم وتلاميذهم الذين أسسوا المساجد والخلاوى والزوايا فى معظم أرجاء السودان , أما غزارة علمهم فيستدل عليها بكثرة مؤلفاتهم بدايةً بنظم كبرى السنوسى والمقدمات التى نظمها الشيخ عبد الله العركى , مروراً بالتآليف الأخرى مثال مؤلفات الشيخ محمد ود يونس فى العقيدة والفقه وأدبيات الشيخ عبد الرحيم ود يونس وكتابات أبناء الشيخ حمد النيل .

      ذاع صيت أهل أبى حراز وعلا قدرهم فناطحت قبابهم عنان السماء كما تبينه صور قبابهم التى بنيت لأشهرهم ولم تحصر كل أفرادهم , وقد قام الشيخ دفع الله الصائم ديمه ببناء أكثرها من أصلها وإعادة بناء بعضها . كما أن الخليفة الشيخ أحمد بن الشيخ دفع الله الصائم ديمه قد جدد كل هذه القباب وأضاف إليها بناء قبتى : الشيخ دفع الله ود الناجى , والشيخ محمد ود يونس .

  والجدير بالذكر أن العدد الكلى لقباب أهل أبى حراز قد بلغ تسع عشرة قبة .

المتواجدون الأن

2 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع